، ﴿ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الكفر والفسوق والعصيان ﴾ أي وبغض إليكم الكفر والفسوق وهي الذنوب الكبار، والعصيان وهي جميع المعاصي وهذا تدريج لكمال النعمة، وقوله تعالى :﴿ أولئك هُمُ الراشدون ﴾ أي المتصفون بهذه الصفة هم الراشدون الذي قد آتاهم الله رشدهم، عن أبي رفاعة الزرقي، عن أبيه قال :« لما كان يوم أُحُد وانكفأ المشركون قال رسول الله ﷺ :» استووا حتى أثني على ربي عزّ وجلّ «، فصاروا خلفه صفوفاً، فقال ﷺ :» اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا باسط لما قبضت، ولا هادي لمن أضللت، ولا مضل لمن هديت، ولا معطي لما منعت، ولا مانع لما أعطيت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قربت، والله ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم، الذي لا يحول ولا يزول، اللهم أسألك النعيم يوم العيلة، والأمن يوم الخوف، اللهم إني عائذ بك من شر ما أعطيتنا، ومن شر ما منعتنا، اللهم حبب إليها الإيمان وزينه في قلوبنا، وكرِّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، وجعلنا من الراشدين، الله توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذي يكذِّبون رسلك، ويصدّون عن سبيلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أُوتوا الكتاب إله الحق « وفي الحديث المرفوع :» من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن «، ثم قال :﴿ فَضْلاً مِّنَ الله وَنِعْمَةً ﴾ أي هذا العطاء الذي منحكموه، هو فضل منه عليكم، ونعمة من لدنه ﴿ والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ أي عليم بمن يستحق الهداية، ممن يستحق الغواية، حكيم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره.


الصفحة التالية
Icon