، قال، ونظر ابن عمر يوماً إلى الكعبة فقال : ما أعظمك وأعظم حرمتك، وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك.
عن أنَس بن مالك قال : قال رسول الله ﷺ :« لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم، قلت : من هؤلاء يا جبريل؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم »، وروى ابن أبي حاتم، عن أبي سعيد الخدري قال :« قلنا : يا رسول الله حدّثنا ما رأيت ليلة أسري بك؟ قال :» ثم انطلق بي إلى خلق من خلق الله كثير، رجال ونساء، موكل بهم رجال يعمدون إلى عرض جنب أحدهم، فيجذون منه الجذة مثل النعل، ثم يضعونها في فيِّ أحدهم، فيقال له : كل كما أكلت - وهو يجد من أكله الموت يا محمد لو يجد الموت وهو يكره عليه - فقلت : يا جبريل من هؤلاء؟ قال : هؤلاء الهمازون واللمازون أصحاب النميمة، فيقال :﴿ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ ﴾ وهو يكره على أكل لحمه «.
وروى الحافظ البيهقي، »
عن عبيد مولى رسول الله ﷺ أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله ﷺ، وأن رجلاً أتى رسول الله ﷺ فقال : يا رسول الله! إن هاهنا امرأتين صامتا، وإنهما كادتا تموتان من العطش. أراه قال بالهاجرة، فأعرض عنه أو سكت عنه، فقال : يا نبي الله إنهما والله قد ماتتا، أو كادتا تموتان، فقال :« ادعمها » فجاءتا، قال : فجيء بقدح أو عس، فقال لإحداهما :« قيئي »، فقاءت من قيح ودم وصديد، حتى قاءت نصف القدح، ثم قال للأُخْرى :« قيئي »، فقاءت قيحاً ودماً وصديداً ولحماً ودماً عبيطاً وغيره، حتى ملأت القدح، ثم قال :« إن هاتين صامتا عما أحل الله تعالى لهما، وأفطرتا على ما حرم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأُخرى فجعلتا تأكلان لحوم الناس » وروى الحافظ أبو يعلى، عن ابن عمر « أن ماعزاً جاء إلى رسول الله ﷺ فقال : يا رسول الله إني قد زنيت، فأعرض عنه، حتى قالها أربعاً، فلما كان في الخامسة قال :» زنيت «؟ قال : نعم، قال :» وتدري ما الزنا «؟ قال : نعم، أتيت منها حراماً ما يأتي الرجل من امرأته حلالاً، قال :» ما تريد إلى هذا القول «؟ قال : أُريد أن تطهّرني، قال : فقال رسول الله ﷺ :» أدخلت ذلك من في ذلك منها، كما يغيب الميل في المكحلة والرشا في البئر «؟ قال : نعم يا رسول الله، قال : فأمر برجمه فرجم، فسمع النبي ﷺ رجلين يقول أحدهما لصاحبه : ألم تر إلى هذا الذي ستر الله عليه، فلم تدعه نفسه حتى رجم رجْم الكلب؟ ثم سار النبي ﷺ حتى مرَّ بجيفة حمار، فقال :» أين فلان وفلان؟ إنزلا، فكلا من جيفة هذا الحمار «، قال : غفر الله لك يا رسول الله، وهل يؤكل هذا؟ قال ﷺ :» فما نلتما من أخيكما آنفاً أشد أكلاً منه، والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها «.


الصفحة التالية
Icon