وروى الإمام أحمد، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :« كنا مع النبي ﷺ فارتفعت ريح جيفة منتنة، فقال رسول الله ﷺ :» أتدرون ما هذه الريح؟ هذه ريح الذي يغتابون الناس؟ « » وقوله عزّ وجلّ :﴿ واتقوا الله ﴾ أي فيما أمركم به ونهاكم عنه فراقبوه في ذلك واخشوا منه، ﴿ إِنَّ الله تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴾ أي تواب على من تاب إليه ﴿ رَّحِيمٌ ﴾ لمن رجع إليه واعتمد عليه، قال الجمهور من العلماء : طريق المغتاب للناس في توبته أن يقلع عن ذلك، ويعزم على أن لا يعود، وهل يشترط الندم على ما فات؟ فيه نزاع، وأن يتحلل من الذي اغتابه، وقال آخرون : لا يشترط أن يحلله، فإنه إذا أعلمه بذلك ربما تأذى أشد مما إذا لم يعلم بما كان منه، فطريقه إذاً إن يثني عليه بما فيه في المجالس التي كان يذمه فيها، وأن يرد عنه الغيبة بحسبه وطاقته، لتكون تلك بتلك؛ كما قال النبي ﷺ :« من حمى مؤمناً من منافق يغتابه بعث الله تعالى إليه ملكاً يحمي لحمه يوم القيامة من نار جهنم، ومن رمى مؤمناً بشيء يريد سبه حبسه الله تعالى على جسر جهنم حتى يخرج مما قال » وقال رسول الله ﷺ :« ما من امرىء يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله تعالى في مواطن يحب فيها نصرته، وما من امرىء ينصر امرأ مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله عزّ وجلّ في مواطن يحب فيها نصرته ».


الصفحة التالية
Icon