« إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : من ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية من بعده، أو علم ينتفع به » فهذه الثلاثة في الحقيقة هي من سعيه وكده وعمله، كما جاء في الحديث :« إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه وإن ولده كسبه »، والصدقة الجارية كالوقف ونحوه هي من آثار عمله ووقفه، وقد قال تعالى :﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الموتى وَنَكْتُبُ مَاَ قَدَّمُواْ وَآثَارَهُمْ ﴾ [ يس : ١٢ ] الآية، والعلم الذي نشره في الناس فاقتدى به الناس بعده هو ايضاً من سعيه وعمله، وثبت في الصحيح :« من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً »، وقوله تعالى :﴿ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يرى ﴾ أي يوم القيامة، كقوله تعالى :﴿ وَقُلِ اعملوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ والمؤمنون ﴾ [ التوبة : ١٠٥ ]، فيجزيكم عليه أتم الجزاء إن خيراً فخير، وإن شراً فشر، وهكذا قال هاهنا ﴿ ثُمَّ يُجْزَاهُ الجزآء الأوفى ﴾ أي الأوفر.