، وعن أنَس بن مالك « أن أهل مكة سألوا رسول الله ﷺ أن يريهم آية، فأراهم القمر شقين حتى رأوا حِراء بينهما » وروى الإمام أحمد، عن جبير بن مطعم قال :« انشق القمر على عهد رسول الله ﷺ فصار فرقتين فرقة على هذا الجبل، وفرقة على هذا الجبل، فقالوا : سحرنا محمد، فقالوا : إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم » وروى البخاري، عن ابن عباس قال : انشق القمر في زمان النبي ﷺ، وقال ابن جرير، عن ابن عباس في قوله تعالى :﴿ اقتربت الساعة وانشق القمر ﴾، ﴿ وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ﴾ قال : قد مضى ذلك، كان قبل الهجرة انشق القمر حتى رأوا شقيه، وقال الحافظ البيهقي، « عن عبد الله بن عمر في قوله تعالى :﴿ اقتربت الساعة وانشق القمر ﴾ قال : وقد كان ذلك على عهد رسول الله ﷺ انشق فلقتين، فلقة من دون الجبل، وفلقة من خلف الجبل، فقال النبي ﷺ :» اللهم اشهد « » وقال الإمام أحمد، عن ابن مسعود قال :« انشق القمر على عهد رسول الله ﷺ شقتين حتى نظروا إليه، فقال رسول الله ﷺ » اشهدوا « »، وعن عبد الله بن مسعود قال :« انشق القمر على عهد رسول الله ﷺ فقالت قريش : هذا سحر ابن أبي كبشة، قال : فقالوا : انظروا ما يأتيكم به السفَّار، فإن محمداً لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم، قال : فجاء السفّار، فقالوا : ذلك » وفي لفظ « انظروا السفّار، فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق، وإن كانوا لم يروا مثل ما رأيتم فهو سحركم به، قال : فسئل السفار، قال : وقدموا من كله وجهة، فقالوا : رأينا، فأنزل الله عزّ وجلّ :﴿ اقتربت الساعة وانشق القمر ﴾ » وروى الإمام أحمد، عن عبد الله قال :« انشق القمر على عهد رسول الله ﷺ، حتى رأيت الجبل من بين فرجتي القمر » وقال ليث عن مجاهد :« انشق القمر على عهد رسول الله ﷺ فصار فرقتين، فقال النبي ﷺ لأبي بكر :» اشهد يا أبا بكر «، فقال المشركون : سحر القمر حتى انشق »، وقوله تعالى :﴿ وَإِن يَرَوْاْ آيَةً ﴾ أي دليلاً وحدة وبرهاناً ﴿ يُعْرِضُواْ ﴾ أي لا ينقادوا له بل يعرضوا عنه، ويتركونه وراء ظهوركم ﴿ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ﴾ أي ويقولون هذا الذي شاهدناه من الحجج سحرٌ سحرنا به، ومعنى ﴿ مُّسْتَمِرٌّ ﴾ أي ذاهب باطل مضمحل لا دوام له، ﴿ وَكَذَّبُواْ واتبعوا أَهْوَآءَهُمْ ﴾ أي كذبوا بالحق إذ جاءهم، واتبعوا ما أمرتهم به أراؤهم وأهواؤهم، من جهلهم وسخافة عقلهم، وقوله :﴿ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ ﴾ قال قتادة : معناه أن الخير واقع بأهل الخير، والشر واقع بأهل الشر، وقال جريج : مستقر بأهله، وقال مجاهد :﴿ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ ﴾ أي يوم القيامة، وقال السدي : مستقر أي واقع.


الصفحة التالية
Icon