« ثلاثة يضحك الله إليهم : الرجل يقوم من الليل، و القوم إذا صفوا للصلاة، والقوم إذا صفوا للقتال » وقال مطرف :« كان يبلغني عن أبي ذر حديث كنت أشتهي لقاءه، فلقيته فقلت : يا أبا ذر كان يبلغني عنك حديث فكنت أشتهي لقاءك، فقال : لله أبوك، فقد لقيت فهات، فقلت : كان يبلغني عنك أنك تزعم أن رسول الله ﷺ حدثكم أن الله يبغض ثلاثة ويحب ثلاثة، قال : أجل فلا أخالني أكذب على خليلي ﷺ، قلت : فمن هؤلاء الثلاثة الذين يحبهم الله عزّ وجلّ؟ قال : رجل غزا في سبيل الله خرج محتسباً مجاهداً، فلقي العدو فقتل، وأنتم تجدونه في كتاب الله المنزل، ثم قرأ :﴿ إِنَّ الله يُحِبُّ الذين يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ ﴾ » وذكر الحديث. وقال سعيد بن جبير في قوله تعالى :﴿ إِنَّ الله يُحِبُّ الذين يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً ﴾ قال : كان رسول الله ﷺ لا يقاتل العدو إلا أن يصافهم، وهذا تعليم من الله للمؤمنين، وقوله تعالى :﴿ كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ ﴾ أي ملتصق بعضه في بعض، من الصف في القتال، وقال مقاتل بن حيان : ملتصق بعضه إلى بعض، وقال ابن عباس :﴿ كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ ﴾ مثبت لا يزول ملصق بعضه ببعض، وقال ابن جرير، عن يحيى بن جابر الطائي، عن أبي بحرية قال : كانوا يكرهون القتال على الخيل، ويستحبون القتال على الأرض لقول الله عزّ وجلّ :﴿ إِنَّ الله يُحِبُّ الذين يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ ﴾ قال، وكان أبو بحرية يقول : إذا رأيتموني التفت في الصف فجأوا في لحيي.