، ونزلت سورة المنافقين، وقال الحافظ أبو بكر البيهقي، عن جابر بن عبد الله يقول :« كنا مع رسول الله ﷺ في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجُلاً من الأنصار، فقال الأنصاري : يا للأنصار، وقال المهاجري يا للمهاجرين، فقال رسول الله ﷺ :» ما بال دعوى الجاهلية؟ دعوها فإنها منتنة «، وقال ( عبد الله بن أُبي بن سلول ) وقد فعلوها : والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، قال جابر : وكان الأنصار بالمدينة أكثر من المهاجرين حين قدم رسول الله ﷺ ثم كثر المهاجرون بعد ذلك، فقال عمر : دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي ﷺ :» دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه « » وروى الإمام أحمد، عن زيد بن أرقم قال :« كنت مع رسول الله ﷺ في غزوة تبوك فقال عبد الله بن أُبي : لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل. قال : فأتيت النبي ﷺ فأخبرته قال : فحلف عبد الله بن أُبي أنه لم يكن شيء من ذلك، قال : فلامني قومي وقالوا : ما أردت إلى هذا؟ قال، فانطلقت فنمت كئيباً حزيناً، قال : فأرسل إليَّ نبي الله صى الله عليه وسلم فقال :» إن الله قد أنزل عذرك وصدقك «، قال : فنزلت هذه الآية :﴿ هُمُ الذين يَقُولُونَ لاَ تُنفِقُواْ على مَنْ عِندَ رَسُولِ الله حتى يَنفَضُّواْ ﴾ حتى بلغ ﴿ لَئِن رَّجَعْنَآ إِلَى المدينة لَيُخْرِجَنَّ الأعز مِنْهَا الأذل ﴾ ».
طريق أُخْرَى : قال الإمام أحمد رحمه الله، عن زيد بن أرقم قال :« خرجت مع عمي في غزاة فسمعت عبد الله بن أُبي بن سلول يقول لأصحابه : لا تنفقوا على من عند رسول الله، ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل، فذكرت ذلك لعمي، فذكره عمي لرسول الله ﷺ، فأرسل إليَّ رسول الله ﷺ فحدثته، فأرسل إلى عبد الله بن أُبي بن سلول وأصحابه، فحلفوا بالله ما قالوا، فكذّبني رسول الله ﷺ وصدَّقه، فأصابني هم لم يصبني مثله قط، وجلست في البيت، فقال عمي : ما أردت إلا أن كذلك رسول الله ﷺ ومقتك! قال : حتى أنزل الله :﴿ إِذَا جَآءَكَ المنافقون ﴾ [ المنافقون : ١ ]، قال : فبعث إليَّ رسول الله ﷺ فقرأها رسول الله ﷺ عليَّ، ثم قال :» إن الله قد صدقك « »


الصفحة التالية
Icon