وقال محمد بن إسحاق : حدثني عاصم بن عمر بن قتادة « أن عبد الله بن عبد الله بن أبي لما بلغه ما كان من أمر أبيه أتى رسول الله ﷺ فقال : يا رسول الله إنه بلغني أنك تريد قتل عبد الله بن أُبي فيما بلغك عنه، فإن كنت فاعلاً فمرني به، فأنا أحمدل إليك رأسه، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان لها من رجل أبر بوالده مني، إني أخشى أن تأمر به غيري فيقتله فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل عبد الله بن أبي يمشي في الناس، فأقتله فأقتل مؤمناً بكافر فأدخل النار، فقال رسول الله ﷺ :» بل نترفق به ونحسن صبحته ما بقي معنا « »، وذكر عكرمة « أن الناس لما قفلوا راجعين إلى المدينة وقف ( عبد الله بن عبد الله ) على باب المدينة واستل سيفه، فجعل الناس يمرون عليه، فلما جاء أبوه ( عبد الله بن أُبي ) قال له ابنه : وراءك فقال : مالك ويلك؟ فقال : والله لا تجوز من هاهنا حتى يأذن لك رسول الله ﷺ، فإنه العزيز وأنت الذليل، فلما جاء رسول الله ﷺ شكا إليه عبد الله بن أُبي ابنه، فقال ابنه، فقال ابنه عبد الله : والله يا رسول الله لا يدخلها حتى تأذن له، فأذن له رسول الله ﷺ، فقال : أما إذا أذن لك رسول الله ﷺ، فجز الآن »، وقال الحميدي في « مسنده » :« قال عبد الله بن عبد الله بن أُبي بن سلول لأبيه : والله لا تدخل المدينة أبداً حتى تقول رسول الله ﷺ الأعز وأنا الأذل، قال : وجاء النبي ﷺ فقال : يا رسول الله إنه بلغني أنك تريد أن تقتل أبي، فوالذي بعثك بالحق لئن شئت آتيك برأسه لأتيك، فإني أكره أن أرى قاتل أبي ».


الصفحة التالية
Icon