يقول تعالى مخبراً عن قدرته التامة وسلطانه العظيم، ليكون ذلك باعثاً على تعظيم ما شرع من الدين القويم :﴿ الله الذي خَلَقَ سَبْعَ سماوات ﴾، كقوله تعالى :﴿ أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ الله سَبْعَ سماوات طِبَاقاً ﴾ [ نوح : ١٥ ]، وقوله تعالى :﴿ وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ ﴾ أي سبعاً أيضاً، كما ثبت في الصحيحين :« من ظلم قيد شبر من الأرض طوّقه من سبع أرضين » وفي « صحيح البخاري » :« خسف به إلى سبع أرضين » وقد تقدم في سورة الحديد ذكر الأرضين السبع وبعد ما بينهن وكثافة كل واحدة منهن خمسمائة عام، وهكذا قال ابن مسعود وغيره، وكذا في الحديث الآخر :« ما السماوات السبع وما فيهن وما بينهن والأرضون السبع وما فيهن وما بينهن في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة »، وقال ابن جرير، عن ابن عباس في قوله تعالى :﴿ سَبْعَ سماوات وَمِنَ الأرض مِثْلَهُنَّ ﴾ قال : لو حدثتكم بتفسيرها لكفرتم، وكفركم تكذيبكم بها «.