وروى البخاري : عن أنَس قال، قال عمر : اجتمع نساء النبي ﷺ في الغيرة عليه فقلت لهن :﴿ عسى رَبُّهُ إِن طَلَّقَكُنَّ أَن يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِّنكُنَّ ﴾ فنزلت هذه الآية، وقد تقدم أنه وافق القرآن في أماكن منها في نزول الحجاب ومنها في أسارى بدر، ومنها قوله : لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى، فأنزل الله تعالى :﴿ واتخذوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى ﴾ [ البقرة : ١٢٥ ]. وقد تبين مما أوردناه تفسير هذه الآيات الكريمات، ومعنى قوله :﴿ مُسْلِمَاتٍ مُّؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ ﴾ ظاهر، وقوله تعالى :﴿ سَائِحَاتٍ ﴾ أي صائمات قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد، وتقدم فيه حديث مرفوع، ولفظه « سياحة هذه الأمة الصيام »، وقال زيد بن أسلم ﴿ سَائِحَاتٍ ﴾ أي مهاجرات، وتلا ﴿ السائحون ﴾ [ التوبة : ١١٢ ] أي المهاجرون، والقول الأول أولى، والله أعلم. وقوله تعالى :﴿ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً ﴾ أي منهن ثيبات، ومنهن أبكاراً، ليكون ذلك أشهى إلى النفس، فإن التنوع يبسط النفس، ولهذا قال :﴿ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً ﴾ قال : وعند الله نبيّه ﷺ في هذه الآية أن يزوجه، فالثيب أسية امرأة فرعون، وبالأبكار مريم بنت عمران، وذكر الحافظ ابن عساكر، عن ابن عمر قال :« جاء جبريل إلى رسول الله ﷺ فمرت خديجة فقال : إن الله يقرؤها السلام ويبشرها ببيت في الجنة من قصب : بعيد من اللهب لا نصب فيه ولا صخب، من لؤلؤة جوفاء بين بيت مريم بنت عمران وبيت آسية بن مزاحم ».


الصفحة التالية
Icon