« قيل لرسول الله ﷺ :﴿ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ﴾ ما أطول هذا اليوم؟ فقال رسول الله ﷺ :» والذي نفسي بيده إنه ليخفف على المؤمنين حتى يكون أخف عليه من صلاة مكتوبة يصليها في الدنيا « » وقال الإمام أحمد، عن أبي هريرة رضي الله عه قال : قال رسول الله ﷺ :« ما من صاحب كنز لا يؤدي حقه إلا جعل صفائح يحمى عليها في نار جهنم، فتكوى بها جبهته وجنبه وظهره، حتى يحكم الله بين عباده في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة مما تعدون ثم يرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار ».
وقوله تعالى :﴿ فاصبر صَبْراً جَمِيلاً ﴾ أي اصبر يا محمد على تكذيب قولك لك، واستعجالهم العذاب استبعاداً لوقوعه كقوله تعالى :﴿ يَسْتَعْجِلُ بِهَا الذين لاَ يُؤْمِنُونَ بِهَا والذين آمَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الحق ﴾ [ الشورى : ١٨ ]، ولهذا قال :﴿ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً ﴾ أي وقوع العذاب، وقيام الساعة يراه الكفرة بعيد الوقوع بمعنى مستحيل الوقوع ﴿ وَنَرَاهُ قَرِيباً ﴾ أي المؤمنون يعتقدون كونه قريباً وإن كان له أمد لا يعلمه إلا الله عزَّ وجلَّ، ولكن كل ما هو آتٍ فهو قريب وواقع لا محالة.


الصفحة التالية
Icon