﴿ فاقرءوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ ﴾ [ المزمل : ٢٠ ] قال : فاستراح الناس. وقوله تعالى :﴿ واذكر اسم رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً ﴾ أي أكثر من ذكره، وانقطع إليه، وتفرغ لعبادته إذا فرغت من أشغالك، كما قال تعالى :﴿ فَإِذَا فَرَغْتَ فانصب ﴾ [ الشرح : ٧ ] أي إذا فرغت من أشغالك فانصب في طاعته، وعبادته لتكون فارغ البال، ﴿ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً ﴾ أي أخلص له العبادة، وقال الحسن : اجتهد وابتل إليه نفسك، وقال ابن جرير : يقال للعابد متبتل، ومنه الحديث المروي ( نهى عن التبتل ) يعني الانقطاع إلى العبادة وترك التزوج، وقوله تعالى :﴿ رَّبُّ المشرق والمغرب لاَ إله إِلاَّ هُوَ فاتخذه وَكِيلاً ﴾ أي هو المالك المتصرف في المشارق والمغارب الذي لا إله إلا هو، وكما أفردته بالعبادة فأفرده بالتوكل فاتخذه وكيلاً، كما قال تعالى :﴿ فاعبده وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ﴾ [ هود : ١٢٣ ]، وكقوله :﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [ الفاتحة : ٥ ].