ثم تبدل غير ذلك وهم في ذلك لا يموتون ولا يحيون.
وقوله تعالى :﴿ لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ ﴾ قال مجاهد : أي للجلد، وقال أبو رزين : تلفح الجلد لفحة فتدعه أسود من الليل، وقال ابن عباس : تحرق بشرة الإنسان، وقوله تعالى :﴿ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾ أي من مقدمي الزبانية، عظيم خلقهم، غليظ خلقهم، روى ابن أبي حاتم، عن البراء في قوله تعالى :﴿ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾ قال :« إن رهطاً من اليهود سألوا رجلاً من أصحاب رسول الله ﷺ عن خزنة جهنم، فقال : الله ورسوله أعلم، فجاء رجل فأخبر النبي ﷺ، فأنزل الله تعالى عليه ساعتئذٍ ﴿ عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ ﴾ فأخبر أصحابه » وروى الحافظ البزار عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال :« جاء رجل إلى النبي ﷺ فقال : يا محمد، غلب أصحابك اليوم، فقال :» بأي شيء «؟ قال : سألتهم يهود : هل أعلمكم نبيكم عدة خزنة أهل النار؟ قالوا : لا نعلم حتى نسأل نبينا ﷺ، قال رسول الله ﷺ :» أفغلب قوم يسألون عما لا يعلمون فقالوا : لا نعلم، حتى نسأل نبينا ﷺ ؟ عليَّ بأعداء الله، لكنهم قد سألوا نبيهم أن يريهم الله جهرة «، فأرسل إليهم فدعاهم، قالوا : يا أبا القاسم كم عدة خزنة أهل النار؟ قال :» هكذا « وطبّق كفيه، ثم طبقه كفيه مرتين وعقد واحدة، وقال لأصحابه :» إن سئلتم عن تربة الجنة فهي الدرمك « فلما سألوه فأخبرهم بعدة خزنة أهل النار، قال لهم رسول الله ﷺ :» ما تربة الجنة « فنظر بعضه إلى بعض، فقالوا : خبزة يا أبا القاسم، فقال :» الخبز من الدرمك « ».