وعن ابن مسعود أنه قال :« إن من السماوات سماء ما فيها موضع شبر إلاّ وعليه جبهة ملك أو قدماه قائم، ثم قرأ :﴿ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصآفون * وَإِنَّا لَنَحْنُ المسبحون ﴾ » [ الصافات : ١٦٥-١٦٦ ]. وروى محمد بن نصر، عن عباد بن منصور قال : سمعت عدي بن أرطأة وهو يخطبنا على منبر المدائن قال : سمعت رجلاً من أصحاب النبي ﷺ عن رسول الله ﷺ قال :« إن لله تعالى ملائكة ترعد فرائصهم من خيفته، ما منهم ملك تقطر منه دمعة من عينه إلاّ وقعت على ملك يصلي، وإن منهم ملائكة سجوداً منذ خلق السماوات والأرض لم يرفعوا رؤوسهم ولا يرفعونها إلى يوم القيامة، فإذا رفعوا رؤوسهم نظروا إلى وجه الله عزَّ وجلَّ قالو : سبحانك ما عبدناك حق عبادتك » وقوله تعالى :﴿ وَمَا هِيَ إِلاَّ ذكرى لِلْبَشَرِ ﴾ أي النار التي وصفت ﴿ إِلاَّ ذكرى لِلْبَشَرِ ﴾، ثم قال تعالى :﴿ كَلاَّ والقمر * والليل إِذْ أَدْبَرَ ﴾ أي وّلى ﴿ والصبح إِذَآ أَسْفَرَ ﴾ أي أشرق ﴿ إِنَّهَا لإِحْدَى الكبر ﴾ أي العظائم يعني النار، قاله ابن عباس و مجاهد، ﴿ نَذِيراً لِّلْبَشَرِ * لِمَن شَآءَ مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ ﴾ أي لمن شاء أن يقبل النذارة ويهتدي للحق، أو يتأخر عنها ويولي ويردها.


الصفحة التالية
Icon