« أن ناساً قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال :» هل تضارون في رؤية الشمس والقمر ليس دونهما سحاب؟ « قالوا : لا، قال :» إنكم ترون ربكم كذلك « » وفي الصحيحين عن جرير قال :« نظر رسول الله ﷺ إلى القمر ليلة البدر، فقال :» إنكم ترون ربكم كما ترون هذا القمر، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها فافعلوا « »، وفي الصحيحين عن أبي موسى قال، « قال رسول الله ﷺ : جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما ما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى الله عزَّ وجلَّ إلاّ رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن » وفي مسلم عن صهيب عن النبي ﷺ قال :« » إذا دخل أهل الجنة الجنة - قال - يقول الله تعالى تريدون شيئاً أزيدكم؟ فيقولون : ألم تبيض وجوهنا! ألم تدخلنا الجنة وتنجنا من النار! قال : فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم وهي الزيادة «، ثم تلا هذه الآية :﴿ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى وَزِيَادَةٌ ﴾ » [ يونس : ٢٦ ]، ففي هذه الأحاديث أن المؤمنين ينظرون إلى ربهم عزَّ وجلَّ في العرصات وفي روضات الجنات، وروى الإمام أحمد، عن ابن عمر قال، قال رسول الله ﷺ :« إن أدنى أهل الجنة منزلة لينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه، ينظر إلى أزواجه وخدمه، وإن أفضلهم منزلة لينظر في وجه الله كل يوم مرتين »، قال الحسن ﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ﴾ قال : حسنة، ﴿ إلى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ﴾ قال : تنظر إلى الخالق، وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق، وقوله تعالى :﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ﴾ هذه وجوه الفجار تكون يوم القيامة باسرة، قال قتادة : كالحة، وقال السدي : تغير ألوانها، وقال ابن زيد ﴿ بَاسِرَةٌ ﴾ أي عابسة ﴿ تَظُنُّ ﴾ أي تستيقن ﴿ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ ﴾ قال مجاهد : داهية، وقال قتادة : شر، وقال السدي : تستيقن أنها هالكة، وقال ابن زيد : تظن أن ستدخل النار، وهذا المقام كقوله تعالى :﴿ يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ ﴾ [ آل عمران : ١٠٦ ]، وكقوله تعالى :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ﴾ [ عبس : ٣٨-٣٩ ]، وكقوله تعالى :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ * لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ﴾ [ الغاشية : ٨-١٠ ] وأشباه ذلك من الآيات الكريمة.