يعني صب دماء البدن. قلت : وفي حديث المستحاضة :« إنما أثج ثجاً » وهذا في دلالة على استعمال في الصب المتتابع الكثير، والله أعلم. وقوله تعالى :﴿ لِّنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً ﴾ أي لنخرج بهذا الماء الكثير الطيب النافع المبارك ﴿ حَبّاً ﴾ يدخر للأناسي والأنعام، ﴿ وَنَبَاتاً ﴾ أي خضراً يؤكل رطباً، ﴿ وَجَنَّاتٍ ﴾ أي بساتين وحدائق من ثمرات متنوعة وألوان مختلفة وطعوم وروائح متفاوتة، وإن كان ذلك في بقعة واحدة من الأرض مجتمعاً، ولهذا قال :﴿ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً ﴾ قال ابن عباس وغيره : ألفافاً مجتمعة، وهذه كقوله تعالى :﴿ فِي الأرض قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يسقى بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا على بَعْضٍ فِي الأكل إِنَّ فِي ذلك لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [ الرعد : ٤ ].


الصفحة التالية
Icon