، وقال البغوي في « تفسيره ». « عن سودة زوج النبي ﷺ قالت : قال رسول الله عليه وسلم :» يبعث الناس حفاة عراة غرلاً قد ألجمهم العرف وبلغ شحوم الآذان «، فقلت : يا رسول الله واسوأتاه ينظر بعضنا إلى بعض؟ فقال : قد شغل الناس ﴿ لِكُلِّ امرىء مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ﴾ » وقوله تعالى :﴿ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ * ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ﴾ أي يكون الناس هنالك فريقين، وجوه مسفرة أي مستنيرة ﴿ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ ﴾ أي مسرورة فرحة، قد ظهر البشر على وجوههم، وهؤلاء هم أهل الجنة، ﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ * تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴾ أي يعلوها وتغشاها ﴿ قَتَرَةٌ ﴾ أي سواد، وفي الحديث :« يلجم الكافر العرق ثم تقع الغبرة على وجوههم »، فهو قوله تعالى :﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ ﴾، وقال ابن عباس ﴿ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ ﴾ أي يغشاها سواد الوجوه، وقوله تعالى :﴿ أولئك هُمُ الكفرة الفجرة ﴾ أي الكفرة قلوبهم، الفجرة في أعمالهم كما قال تعالى :﴿ وَلاَ يلدوا إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً ﴾ [ نوح : ٢٧ ].