وقد روى الحافظ ابن عساكر عن مكحول قال : قال النبي ﷺ :« يقول الله تعالى : يا ابن آدم، قد أنعمت عليك نعماً عظاماً، لا تحصي عددها ولا تطيق شكرها، وإن مما أنعمت عليك أن جعلت لك عينين تنظر بهما، وجعلت لهما غطاء، فانظر بعينيك إلى ما أحللت لك، وإن رأيت ما حرمت عليك، فأطبق عليهما غطاءهما، وجعلت لك لساناً وجعلت له غلافاً، فانطق بما أمرتك، وأحللت لك فإن عرض عليك ما حرمت عليك فأغلق عليك لسانك، وجعلت لك فرجاً وجعلت لك ستراً، فأصب بفرجك ما احللت لك، فإن عرض عليك ما حرمت عليك فأرخ عليك سترك، يا ابن آدم إنك لا تحمل سخطي ولا تطيق انتقامي »، ﴿ وَهَدَيْنَاهُ النجدين ﴾ : الطريقين، قال ابن مسعود : الخير والشر، وعن أبي رجاء قال :« سمعت الحسن يقول :﴿ وَهَدَيْنَاهُ النجدين ﴾ قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله علي وسلم كان يقول :» يا أيها الناس إنهما النجدان : نجد الخير، ونجد الشر، فما جعل نجد الشر أحب إليكم من نجد الخير «، وقال ابن عباس :﴿ وَهَدَيْنَاهُ النجدين ﴾ قال : الثديين، قال ابن جرير : والصواب القول الأول، نظير هذه الآية قوله تعالى :﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السبيل إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾ [ الإنسان : ٣ ].


الصفحة التالية
Icon