وقوله تعالى :﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴾ المعنى قد أفلح من زكى نفسه بطاعة الله، وظهرها من الأخلاق الدنيئة والرذائل، كقوله :﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَن تزكى * وَذَكَرَ اسم رَبِّهِ فصلى ﴾ [ الأعلى : ١٤-١٥ ] ﴿ وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ﴾ أي دسسها أي أخملها حتى ركب المعاصي وترك طاعة الله عزَّ وجلَّ، وقد يحتمل أن يكون المعنى : قد أفلح من زكى نفسه، وقد خاب من دسّى الله نفسه، كما قال ابن عباس، وروى ابن أبي حاتم، عن أبي هريرة قال :« سمعت رسول الله ﷺ يقرأ :﴿ فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾ قال :» اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها « »، وفي رواية « عن عائشة أنها فقدت النبي ﷺ من مضجعه، فلمسته بيدها فوقعت عليه وهو ساجد، وهو يقول :» رب أعط نفسي تقواها، وزكّها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها « » حديث آخر : روى الإمام أحمد، عن زيد بن أرقم قال : كان رسول الله ﷺ يقول :« اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والهرم والجبن والبخل وعذاب القبر، اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها، اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، وعلم لا ينفع، ودعوة لا يستجاب لها » قال زيد : كان رسول الله ﷺ يعلمناهن ونحن نعلمكموهن.


الصفحة التالية
Icon