﴿ شَاهِدِينَ على أَنْفُسِهِمْ بِالْكُفْرِ ﴾ [ التوبة : ١٧ ] وقوله تعالى :﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخير لَشَدِيدٌ ﴾ أي وإنه لحب الخير وهو المال ﴿ لَشَدِيدٌ ﴾، وفيه مذهبان :( أحدهما ) : أن المعنى وإنه لشديد المحبة للمال، ( والثاني ) وإنه لحريص بخيل من محبة المال، وكلاهما صحيح، ثم قال تبارك وتعالى مزهداً في الدنيا، ومرغباً في الآخرة، ومنبهاً على ما هو كائن بعد هذه الحال، وما يستقبله الإنسان من الأهوال ﴿ أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي القبور ﴾ أي أخرج ما فيها من الأموات، ﴿ وَحُصِّلَ مَا فِي الصدور ﴾ يعني أبرز وأظهر ما كانوا يسرون في نفوسهم، ﴿ إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ﴾ أي لعالم بجميع ما كانوا يصنعون، ومجازيهم عليه أوفر الجزاء، ولا يظلم مثقال ذرة.