« أن رسول الله ﷺ لما دخل على سعد بن أبي وقاص يعوده، قال : يا رسول الله إني ذو مال ولا يرثني إلا ابنة، أفأتصدق بثلثي مالي، قال : لا، قال : فالشطر؟ قال : لا، قال : فالثلث قال :» الثلث، والثلث كثير « ثم قال رسول الله ﷺ :» إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس « وفي الصحيح عن ابن عباس قال : لو أن الناس غضوا من الثلث إلى الربع، فإن رسول الله ﷺ قال :» الثلث، والثلث كثير «.
قال الفقهاء : إن كان ورثة الميت أغنياء استحب للميت أن يستوفي في وصيته الثلث، وإن كانوا فقراء استحب أن ينقص الثلث؛ وقيل : المراد بالآية فليتقوا الله في مباشرة أموال اليتامى ﴿ وَلاَ تَأْكُلُوهَآ إِسْرَافاً وَبِدَاراً ﴾ [ النساء : ٦ ] حكاه ابن جرير عن ابن عباس، وهو قول حسن يتأيد بما بعده من التهديد في أكل أموال اليتامى ظلماً، أي كما تحب أن تعامل ذريتك من بعدك، فعامل الناس في ذراريهم إذا وليتهم، ثم أعلمهم أن من أكل أموال اليتامى ظلماً فإنما يأكل في بطنه ناراً ولهذا قال :﴿ إِنَّ الذين يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليتامى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ﴾ أي إذا أكلوا أموال اليتامى بلا سبب فإنما يأكلون ناراً تتأجج في بطونهم يوم القيامة - وفي الصحيحين عن أبي هريرة أن رسول الله ﷺ قال :»
اجتنبوا السبع الموبقات : قيل يا رسول الله وما هن؟ قال : الشرك بالله، والسحر؛ وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق؛ وأكل الربا، وأكل مال اليتيم؛ والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات الغافلات المؤمنات « وقال السدي : يبعث آكل مال اليتيم يوم القيامة ولهب النار يخرج من فيه ومن مسامعه وأنفه وعينيه، يعرفه كل من رآه بأكل مال اليتيم، وقال ابن مردويه عن أبي برزة أن رسول الله ﷺ قال :» « يبعث يوم القيامة القوم من قبورهم تأجج أفواههم ناراً » قيل يا رسول الله من هم؟ قال : ألم تر أن الله قال :﴿ إِنَّ الذين يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليتامى ظُلْماً ﴾ الآية. وعن أبي هريرة قال، قال رسول الله ﷺ :« أحرّج مال الضعيفين : المرأة، واليتيم » أي أوصيكم باجتناب مالهما.


الصفحة التالية
Icon