( الحديث الرابع ) : قال أبو بكر البزار عن جابر بن عبد الله قال، قال رسول الله ﷺ :« الجيران ثلاثة، جار له حق واحد، وهو أدنى الجيران حقاً. وجار له حقان، وجار له ثلاثة حقوق وهو أفضل الجيران حقاً، فأما الجار الذي له حق واحد فجار مشرك لا رحم له، له حق الجوار، وأما الجار الذي له حقان فجار مسلم له حق الإسلام، وحق الجوار، وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حق الجوار، وحق الإسلام، وحق الرحم ».
( الحديث الخامس ) : روى الإمام أحمد عن عائشة :« أنها سألت رسول الله ﷺ فقالت : إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال :» إلى أقربهما منك باباً « ورواه البخاري من حديث شعبة به.
وقوله تعالى :﴿ والصاحب بالجنب ﴾ عن علي وابن مسعود قالا : هي المرأة، وقال ابن عباس ومجاهد : هو الرفيق في السفر، وقال سعيد بن جبير : هو الرفيق الصالح، وقال زيد بن أسلم : هو جليسك في الحضر ورفيقك في السفر، وأما ابن السبيل فعن ابن عباس وجماعة هو الضيف، وقال مجاهد والضحاك ومقاتل : هو الذي يمر عليك مجتازاً في السفر، وهذا أظهر وإن كان مراد القائل بالضيف المار في الطريق فهما سواء وسيأتي الكلام على أبناء السبيل في سورة براءة وبالله الثقة وعليه التكلان.
وقوله تعالى :﴿ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ﴾ وصية بالأرقاء لأن الرقيق ضعيف الحيلة، أسير في أيدي الناس، فلهذا ثبت أن رسول الله ﷺ جعل يوصي أمته في مرض الموت يقول :»
الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم « فجعل يرددها حتى ما يفيض بها لسانه، وقال الإمام أحمد عن المقدام بن معد يكرب قال، قال رسول الله ﷺ :» ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة، وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة، وما أطعمت زووجتك فهو لك صدقة، وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة « ورواه النسائي وإسناده صحيح.
وعن عبد الله بن عمرو أنه قال لقهرمان له : هل أعطيت الرقيق قوتهم؟ قال : لا. قال : فانطلق فأعطهم فإن رسول الله ﷺ قال :»
كفى بالمرء إثماً أن يحبس عمن يملك قوتهم «، وعن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال :» للمملوك طعامه وكسوته ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق « وعنه أيضاً عن النبي ﷺ قال :» إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي حره وعلاجه «


الصفحة التالية
Icon