وقوله تعالى :﴿ الرحمن الرَّحِيمِ ﴾ قال القرطبي : إنما وصف نفسه بالرحمن الرحيم بعد قوله :﴿ رَبِّ العالمين ﴾ ليكون من باب قرن ( الترغيب بالترهيب )، كما قال تعالى :﴿ نَبِّىءْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الغفور الرحيم * وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ العذاب الأليم ﴾ [ الحجر : ٤٩-٥٠ ]، وقوله :﴿ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ العقاب وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴾ [ الأنعام : ١٦٥ ] فالرب فيه ترهيب، والرحمن الرحيم ترغيب، وفي الحديث :« لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبه ما طمع في جنته أحد، ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من رحمته أحد ».