ما كنا نكذب ولا ندري ما الكذب.
( حديث آخر ) : قال الإمام أحمد عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله ﷺ قال :« إن الله حرم الخمر والميسر والكوبة والغبيراء وكل مسكر حرام »، وعن أبي طعمة سمعت ابن عمر يقول :« خرج رسول الله ﷺ إلى المربد، فخرجت معه فكنت عن يمنيه، وأقبل أبو بكر فتأخرت عنه فكان عن يمينه؟ وكنت عن يساره، ثم أقبل عمر فتنحيت له فكان عن يساره، فأتى رسول الله ﷺ المربد، فإذا بزقاق على المربد فيها خمر، قال ابن عمر : فدعاني رسول الله ﷺ بالمدية، قال ابن عمر : وما عرفت المدية إلاّ يومئذٍ، فأمر بالزقاق فشقت، ثم قال :» لعنت الخمر وشاربها وساقيها وبائعها ومبتاعها وحاملها والمحمولة إليه وعاصرها ومعتصرها وآكل ثمنها « ».
( حديث آخر ) عن مصعب بن سعد عن سعد قال : أنزلت في الخمر أربع آيات، فذكر الحديث، قال : وضع رجل من الأنصار طعاماً فدعانها فشربنا الخمر، قبل أن تحرم حتى انتشينا فتفاخرنا، فقالت الأنصار : نحن أفضل، وقالت قريش : نحن أفضل، فأخذ رجل من الأنصار لحي جزور، فضرب به أنف سعد ففزره، وكانت أنف سعد مفزورة، فنزلت :﴿ إِنَّمَا الخمر والميسر ﴾، إلى قوله تعالى :﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ ﴾. ( حديث آخر ) : عن ابن عباس قال : إنما نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا، فلما أن ثمل القوم عبث بعضهم ببعض، فلما أن صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه ورأسه ولحيته، فيقول : صنع بي هذا أخي فلان، وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن، فيقول : والله لو كان بي رؤوفاً رحيماً ما صنع بي هذا، حتى وقعت الضغائن في قلوبهم، فأنزل الله تعالى هذه الآية :﴿ ياأيها الذين آمَنُواْ إِنَّمَا الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشيطان ﴾ إلى قوله تعالى :﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ ﴾ فقال أناس من المتكلفين : هي رجس وهي في بطن فلان، وقد قتل يوم أحد، فأنزل الله تعالى :﴿ لَيْسَ عَلَى الذين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات جُنَاحٌ فِيمَا طعموا ﴾ إلى آخر الآية ( حديث آخر ) : قال ابن جرير عن أبي بريدة عن أبيه قال : بينما نحن قعود على شراب لنا، ونحن على رملة، ونحن ثلاثة أو أربعة وعندنا باطية لنا ونحن نشرب الخمر حلاً، إذ قمت حتى آتي رسول الله ﷺ فأسلم عليه، إذ نزل تحريم الخمر :﴿ ياأيها الذين آمَنُواْ إِنَّمَا الخمر والميسر ﴾ إلى آخر الآيتين ﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ ﴾، فجئت إلى أصحابي، فقرأتها عليهم، إلى قوله :﴿ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ ﴾ قال : وبعض القوم شربته في يده قد شرب بعضها، وبقي بعض في الإناء تحت شفته العليا كما يفعل الحجام ثم صبوا ما في باطيتهم، فقالوا : انتهينا ربنا.