وفي رواية لما نزلت :« ﴿ وَلَمْ يلبسوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ شق ذلك على أصحاب رسول الله ﷺ قالوا : وأينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله ﷺ :» ليس كما تظنون إنما هي كما قال العبد الصالح لإبنه :﴿ يابني لاَ تُشْرِكْ بالله إِنَّ الشرك لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ « وفي لفظ قالوا :» أينا لم يظلم نفسه؟ فقال النبي ﷺ :« ليس بالذي تعنون، ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح :﴿ إِنَّ الشرك لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ إنما هو الشرك » ولابن أبي حاتم عن عبد الله مرفوعاً قال :﴿ وَلَمْ يلبسوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ قال :« بشرك ». وعن عبد الله قال :« لما نزلت :﴿ الذين آمَنُواْ وَلَمْ يلبسوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ قال رسول الله ﷺ :» قيل لي أنت منهم « ».
وقال الإمام أحمد، حدثنا إسحاق بن يوسف، حدثنا أبو جناب عن زاذان عن جرير بن عبد الله قال :« خرجنا مع رسول الله ﷺ، فلما برزنا من المدينة إذا راكب يوضع نحونا، فقال رسول الله ﷺ :» كأن هذا الراكب إياكم يريد « فانتهى إلينا الرجل، فسلم فرددنا عليه، فقال النبي ﷺ :» من أين أقبلت؟ « قال : من أهلي وولدي وعشيرتي قال :» فأين تريد؟ « قال : أريد رسول الله ﷺ قال :» فقد أصبته « قال : يا رسول الله علمني ما الإيمان؟ قال :» أن تشهد أن لا إله إلاّ الله وأن محمداً رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت « قال : قد أقررت، قال : ثم إن بعيره دخلت يده في جحر جرذان فهوى بعيره، وهوى الرجل فوقع على هامته فمات. فقال رسول الله ﷺ :» عليَّ بالرجل « فوثب إليه عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان فأقعداه، فقالا : يا رسول الله قبض الرجل، قال : فأعرض عنهما رسول الله ﷺ، ثم قال لهما رسول الله ﷺ :» أما رأيتما إعراضي عن الرجل، فإني رأيت ملكين يدسان في فيه من ثمار الجنة، فعلمت أنه مات جائعاً « ثم قال رسول الله ﷺ :» هذا من الذين قال الله عزَّ وجلَّ فيهم :﴿ الذين آمَنُواْ وَلَمْ يلبسوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ الآية، ثم قال :« دونكم أخاكم » فاحتملناه إلى الماء فغسلناه وحنطناه وكفناه وحملناه إلى القبر، فجاء رسول الله ﷺ حتى جلس على شفير القبر، فقال :« ألحدوا ولا تشقوا فإن اللحد لنا والشق لغيرنا »


الصفحة التالية
Icon