[ آل عمران : ١٦٥ ] بأخذكم الفداء.
قال البخاري في كتاب « المغازي » باب قول الله تعالى :﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فاستجاب لَكُمْ ﴾ الآية، عن طارق بن شهاب قال : سمعت ابن مسعود يقول : شهدت من المقداد بن الأسود مشهداً لأن أكون صاحبه أحب إليَّ مما عدل به، أتى النبي ﷺ وهو يدعو على المشركين فقال : لا نقول كما قال قوم موسى ﴿ فاذهب أَنتَ وَرَبُّكَ فقاتلا ﴾ [ المائدة : ٢٤ ]، ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك ومن خلفك، فرأيت النبي ﷺ أشرق وجهه وسره، يعني قوله، وعن ابن عباس قال، « قال النبي ﷺ يوم بدر :» اللهم أنشدك عهدم ووعدك، اللهم إن شئت لم تعبد « فأخذ أبو بكر بيده فقال : حسبك، فخرج وهو يقول :» سيهزم الجمع ويولون الدبر « وقوله تعالى :﴿ بِأَلْفٍ مِّنَ الملائكة مُرْدِفِينَ ﴾ أي يردف بعضهم بعضاً، كما قال ابن عباس ﴿ مُرْدِفِينَ ﴾ : متتابعين، ويحتمل أن المراد ﴿ مُرْدِفِينَ ﴾ لكم أي نجدة لكم، كما قال العوفي عن ابن عباس ﴿ مُرْدِفِينَ ﴾ يقول : المدد، كما تقول أنت للرجل زده كذا وكذا. وفي رواية ﴿ مُرْدِفِينَ ﴾ قال : بعضهم على أثر بعض، وقال ابن جرير : نزل جبريل في ألف من الملائكة عن ميمنة النبي ﷺ وفيها أبو بكر، ونزل ميكائيل في ألف من الملائكة عن مسيرة النبي ﷺ، وهذا يقتضي - إن صح إسناده - أن الألف مردفة بمثلها، ولهذا قرأ بعضهم :﴿ مُرْدِفِينَ ﴾ بفتح الدال والله أعلم، والمشهور ما روي عن ابن عباس قال : وأمد الله نبيه ﷺ والمؤمنين بألف من الملائكة، فكان جبريل في خمسمائة من الملائكة مجنبة، ومكائيل في خمسمائة مجنبة، وروي عن ابن عباس قال : بينا رجل من المسلمين يشتد في أثر رجل من المشركين أمامه إذ سمع ضربة بالسوط فوقه، وصوت الفارس يقول : أقدم حيزوم، إذ نظر إلى المشرك أمامه فخر مستلقياً، قال : فنظر إليه، فإذا هو قد حطم وشق وجهه كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع، فجاء الأنصاري فحدث ذلك رسول الله ﷺ فقال : صدقت، ذلك من مدد السماء الثالثة، فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين.
وفي » البخاري « قال : جاء جبريل إلى النبي ﷺ فقال : ما تعدون أهل بدر فيكم؟ قال :» من أفضل المسلمين « أو كلمة نحوها قال : وكذلك من شهد بدراً من الملائكة، وفي الصحيحين » أن رسول الله ﷺ قال لعمر لما شاوره في قتل ( حاطب بن أبي بلتعة ) « إنه قد شهد بدراً وما يدريك لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم »؟ «