- - الثالث : حوادث تكثر أمثالها تختص بشخص واحد فنزلت الآية لإعلانها وبيان أحكامها وزجر من يرتكبها. ففي كتاب الأيمان من صحيح البخاري في باب قوله تعالى :-ayah text-primary">﴿ إِنَّ الذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً ﴾ أن عبد الله بن مسعود قال :" قال رسول الله من حلف على يمين صَبْرٍ يقتطع بها مال امرئ مسلم لقي الله وهو عليه غضبان" فأنزل الله تصديق ذلك :-ayah text-primary">﴿ إِنَّ الذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلاً ﴾.
- - الرابع : حوادث حدثت وفي القرآن آيات تناسب معانيها سابقة أو لاحقة. ففي صحيح البخاري في سورة النساء أن ابن عباس قرأ قوله تعالى :﴿ وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلاَمَ لَسْتَ مُؤْمِنًا ﴾. بألف بعد لام وقال كان رجل في غنيمة له ( تصغير غنم ) فلحقه المسلمون فقال السلام عليكم فقتلوه ( أي ظنوه مشركا يريد أن يتقي منهم بالسلام ) وأخذوا غنيمته فأنزل الله في ذلك :﴿ وَلاَ تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمْ السَّلاَمَ ﴾ الآية. فالآية ليست نازلة في القصة بخصوصها ولكن نزلت في أحكام الجهاد بدليل ما قبلها وما بعدها فإن قبلها :﴿ يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا ﴾ وبعدها ﴿ فَعِنْدَ اللهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ كَذَلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ ﴾. قال السيوطي في الإتقان عن الزركشي قد عُرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال نزلت هذه الآية في كذا فإنه يريد بذلك أنها تتضمن هذا الحكم لا أن هذا كان السبب في نزولها.


الصفحة التالية
Icon