- - الخامس : قسم يبين مجملات، ويدفع متشابهات مثل قوله تعالى :-ayah text-primary">﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللهُ فَأُولَئِكَ هُمْ الكَافِرُونَ ﴾ إذا عُلم أن سبب النزول هم النصارى علم أن "من" موصولة وعلم أن الذين تركوا الحكم بالإنجيل لا يتعجب منهم أن يكفروا بمحمد. ومن هذا القسم مالا يبين مجملا ولا يؤول متشابها ولكنه يبين وجه تناسب الآى بعضها مع بعض كما في قوله تعالى ( في سورة النساء ): -ayah text-primary">﴿ وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي اليَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ ﴾ الآية، يبينها ما في الصحيح، عن عائشة - رضي الله عنهم - أن عروة ابن الزبير سألها عنها فقالت :" هذه اليتيمة تكون في حجر ولييها تَشْرَكه في ماله فيريد أن يتزوجها بغير أن يقسط في صداقها فنُهوا أن ينكحوهن إلا أن يقسطوا لهن في الصداق. فأمروا أن ينكحوا ما طاب من النساء سواهن ".
هذا وأن القرآن قد جاء بكليات تشريعية وتهذيبية، والحكمة في ذلك أن يكون وعي الأمة لدينها سهلا عليها، ولذلك قال تعالى :﴿ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ﴾، فكما لا يجوز حمل كلماته على خصوصيات جزئية لأن ذلك يبطل مراد الله، كذلك لا يجوز تعميم ما قصد منه الخصوص ولا إطلاق ما قصد منه التقييد، لأن ذلك قد يفضي إلى التخليط في المراد أو إلى إبطاله من أصله.
والفائدة العظيمة الأخرى لأسباب النزول وهي أن في نزول القرآن عند حدوث حوادث دلالة على إعجازه من ناحية الارتجال، فنزوله على حوادث يقطع دعوى من ادعوا انه أساطير الأولين.
VI- VI- المقدمة السادسة : في القراءات


الصفحة التالية
Icon