يرى الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور أن علم القراءات علم جليل مستقل قد خص بالتدوين والتأليف، ولولا أن المفسرين أولوه العناية بذكر اختلاف القراءات لكان اختار أن لا يخوض في هذا الباب، ولكن من باب الاضطرار – كما يقول هو- أن يكتب في هذا الغرض، متخذا ذلك حجة -لقراء تفسيره - في إعراضه عن ذكر بعض القراءات في كتابه.
ودون ذكر التفصيل الذي ساقه الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور في اختلاف القراءات وشروط قبول القراءة، ذكر أن هناك عشرة قراء انحصرت بتوفر الشروط فيهم وهم : نافع بن أبي نعيم المدني، وعبد الله بن كثير المكي، وأبو عمرو المازني البصري وعبد الله بن عامر الدمشقي، وعاصم بن أبي النَّجود الكوفي، وحمزة بن حبيب الكوفي، والكسائي علي بن حمزة الكوفي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي البصري، وأبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني، وخلف البزار الكوفي.
وأن أسانيد القراءات العشر هذه انتهت إلى ثمانية من الصحابة وهم : عمر بن الخطاب، وعثمان ابن عفان، وعلي بن أبي طالب، وعبد الله بن مسعود، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وزيد ابن ثابت، وأبو موسى الأشعري.
واقتصر الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور في تفسيره على التعرض لاختلاف القراءات العشر المشهورة، بانيا أول تفسيره على قراءة نافع برواية عيسى ابن مينا المدني الملقب بقالون لأنها القراءة المدنية إماما وراويا ولأنها التي يقرأ بها معظم أهل تونس، مع ذكر خلاف بقية القراء العشرة خاصة (١) [١٩].
VII- VII- المقدمة السابعة : قصص القرآن
قال تعالى لرسوله على وجه الامتنان :﴿ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الغَافِلِينَ ﴾.
القصة : الخبر عن حادثة غائبة عن المخبَر بها، وجمع القصة، قِصص، وأما القَصص فهو اسم للخبر المقصود، وهو مصدر سمي به المفعول، يقال قص على فلان إذا أخبره بخبر.


الصفحة التالية
Icon