؟ الفائدة السادسة : العرب بتوغل الأمية والجهل فيهم أصبحوا لا تهتدي عقولهم إلا بما يقع تحت الحس، فكان في ذكر قصص الأمم توسيع لعلم المسلمين بإحاطتهم بوجود الأمم ومعظم أحوالها، قال تعالى :﴿ وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ ﴾.
؟ الفائدة السابعة : تعويد المسلمين على معرفة سعة العالَم وعظمة الأمم والاعتراف لها بمزاياها حتى تُدفع عنهم وصمة الغرور كما وعظهم قوله تعالى في قوم عاد ﴿ وَقَالُوا مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً ﴾.
؟ الفائدة الثامنة : أن ينشئ في المسلمين همة السعي إلى سيادة العالم كما ساده أمم من قبلهم.
؟ الفائدة التاسعة : معرفة أن قوة الله تعالى فوق كل قوة، وأن الله ينصر من ينصره، وأنهم إن أخذوا بوسيلتي البقاء : من الاستعداد والاعتماد، سلموا من تسلط غيرهم عليهم.
؟ الفائدة العاشرة : يحصل منها بالتبع فوائد في تاريخ التشريع والحضارة وذلك يفتق أذهان المسلمين للإلمام بفوائد المدنية.
وذكر الفوائد التي تحصل بتكرار القصة في القرآن، فقال فوائد القصص تجلبها المناسبات فتذكر القصة كالبرهان على الغرض المسوقة هي معه، فلا يعد ذكرها مع غرضها تكريرا لها لأن سبق ذكرها إنما كان في مناسبات أخرى. وتحصل معه مقاصد أخرى :
١- ١- رسوخها في الأذهان بتكريرها.
٢- ٢- ظهور البلاغة لأن تكرير الكلام في الغرض الواحد من شأنه أن يَثقل على البليغ فإذا جاء اللاحق منه إثر السابق مع تفنن في المعاني باختلاف طرق أدائها من مجاز أو استعارات أو كناية.
٣- ٣- أن يسمع اللاحقون من المؤمنين في وقت نزول القرآن ذكر القصة التي كانت فاتتهم مماثلتها قبل الإسلام أو في مدة مغيبهم، لأن تلقي القرآن عند نزوله أوقع في النفوس من تطلبه من حافظيه.


الصفحة التالية
Icon