تقديرا : مثل ما في قوله تعالى :﴿ مُدْهَامَّتَانِ ﴾ إذ التقدير هما مدهامتان، ونحو ﴿ وَالفَجْرِ ﴾ والتقدير أُقسم بالفجر. وإلحاقا : لإدخال بعض فواتح السور من الحروف المقطعة فقد عد أكثرها في المصاحف آيات ما عدا : الر، المر، طس، وذلك أمر توقيفي وسنة متبعة. وتسمية هذه الأجزاء آيات هو من مبتكرات القرآن، قال تعالى :﴿ هُوَ الذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ ﴾ وقال :﴿ كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ ﴾.
سميت آية لأنها دليل على أنها موحى بها من عند الله إلى النبي - ﷺ - لأنها تشتمل على ما هو من الحد الأعلى في بلاغة نظم الكلام، ودليلا على أن القرآن منزل من عند الله وليس من تأليف البشر. لذا لا يحق لجمل التوراة والإنجيل أن تسمى آيات إذ ليست فيها هذه الخصوصية. وأما ما ورد في حديث رجم اليهوديين اللذين زنيا من قول الراوي " فوضع الذي نشر التوراة يده على آية الرجم" قال ابن عاشور فذلك تعبير غلب على لسان الراوي على وجه المشاكلة التقديرية تشبيها بجمل القرآن، إذ لم يجد لها اسما يعبر به عنها.


الصفحة التالية
Icon