- - تناسب اتصال الآى بعضها ببعض، مع إعراضه عن تناسب مواقع السور بعضها إثر بعض، قبل أن يبيّن أغراض كل سورة من سور القرآن.
- - بيان مفردات اللغة العربية بالضبط والتحقيق مما خلت عن ضبط كثير منه قواميس اللغة.
ولم ينس الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور فضل السلف من علماء الأمة وما أفضوا به في شتى العلوم والمعارف وبالأخص التفاسير وبدا منحنيا متواضعا أمام ما وصلنا وما لم يصلنا من مجهوداتهم ونعمهم علينا، فقال :" ولقد رأيت الناس حول كلام الأقدمين أحد رجلين: رجل معتكف فيما شاده الأقدمون، وآخر آخذ بمعوله في هدم ما مضت عليه القرون، وفي كلتا الحالتين ضر كثير، وهنالك حالة أخرى ينجبر بها الجناح الكسير، وهي أن نعمد إلى ما أشاده الأقدمون فنهذبه ونزيده، وحاشا أن ننقضه أو نبيده، عالما بأن غمض فظلهم كفران للنعمة، وجحد مزايا سلفها ليس من حميد خصال الأمة".
٤- ٤- الفكر العقدي عند ابن عاشور من خلال " التحرير والتنوير"
لم يفرد الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور العقيدة الإسلامية بمؤلف يتناولها فيه بالشرح والتحليل والبيان وإنما تُعرف آراؤه العقدية من خلال تفسيره "التحرير والتنوير". فكتابه منبع ثري لدراسة العقائد بأصنافها، من ذلك قوله عند حديث عن صفة الوحدانية " أن الله واحد في إلهيته لا يشاركه فيها غيره إبطالا للشرك الذي عند العرب وللتثليث الذي عند النصارى وللثانوية عند المجوس وللتعدد الذي لا يحصى عند البراهمة. وقد اصطلح أهل العلوم العالية في أصول الدين على جعل وصف أحد لله تعالى وصفا يرمز إلى كمال معنى الوحدة الموصوف بها تعالى وهي وحدة الذات بالتنزه عن الشريك وعن التركيب وعن الحلول ووحدة الصفات بأنها متناهية في كمال حقائقها وآثارها".


الصفحة التالية
Icon