وهناك اعتقادات شائعة منحرفة قد تتبعها الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور وليست هذه الاعتقادات المنحرفة خاصة بالمجتمع التونسي، بل هي شأن عام من شؤون الأمم في جهالتها الأولى فتنتحل لأنفسها معارف مخلوطة بين الحق والباطل تعلل بها تعايشها إلى العالم، ومن هذه المعتقدات المنحرفة التشاؤم ببعض المظاهر أو المخلوقات أو الأوقات، فيقول في هذا الصدد :" ولأهل تونس حظ عظيم من اعتقاد التشاؤم بصفر (١) [٦] لا سيما النساء وضعاف النفوس، ومنهم من يعتقد أن يوم الأربعاء الأخير من صفر هو أنحس أيام العام" (٢) [٧]. وهكذا يتتبع الشيخ عقائد قومه فينهاهم على مواطن الزلل ويقاوم البدع التي سيطرت على العقل المسلم في ذلك القرن.
وله في الملائكة أقوال عصرية بأنها مخلوقات نورانية سماوية مجبولة على الخير قادرة على التشكل في خرق العادة لأن النور قابل للتشكل في كيفيات ولأن أجزاءه لا تتزاحم ونورها لا شعاع له. فلذلك لا تضيء إذا اتصلت بالعالم الأرضي وإنما تتشكل إذا أراد الله أن يظهر بعضهم لبعض رسله وأنبيائه على وجه خرق العادة.
٥- ٥- منهجيته في التفسير
جعل الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور لكتابه " التحرير والتنوير" عشر مقدمات تناول في كل مقدمة علما من العلوم التي جعلها هديه ومنهجه في التفسير، وهي :
١- ١- في التفسير والتأويل وكون التفسير علما
٢- ٢- في استمداد علم التفسير
٣- ٣- في صحة التفسير بغير المأثور ومعنى التفسير بالرأي ونحوه
٤- ٤- فيما يحق أن يكون غرض المفسر
٥- ٥- في أسباب النزول
٦- ٦- في القراءات
٧- ٧- قصص القرآن
٨- ٨- في اسم القرآن وآياته وسوره وترتيبها وأسمائها
٩- ٩- في أن المعاني التي تتحملها جمل القرآن، تعتبر مُرادها بها
١٠- ١٠- في إعجاز القرآن، مبتكرات القرآن، وعادات القرآن.
سوف أتناولها بالتفصيل والتلخيص دون المساس بفحواها العلمي والمنهجي قدر ما استطعت إلى ذلك سبيلا إن شاء الله والله الموفق إلى سواء السبيل.


الصفحة التالية
Icon