٦- مقدمة الكتاب :
I- I- المقدمة الأولى : في التفسير والتأويل وكون التفسير علما
أسهب الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في شرح اللفظ اللغوي لمعنى فسر وفسّر، وهو ما معناه الإبانة والكشف لمدلول كلام أو لفظ بكلام آخر هو أوضح لمعنى المفسَّر عند السامع.
والتفسير في الاصطلاح هو اسم للعِلم الباحث عن بيان معاني ألفاظ القرآن وما يستفاد منها باختصار أو توسّع. وموضوع التفسير ألفاظ القرآن من حيث البحث عن معانيه.
ويعتبر ابن عاشور علم التفسير ليس علما بذاته لولا اعتباره علما من طرف المفسرين وعلماء الأمة فيقول :" أحببت أن أتابعهم في عده علما"، وعدّ اعتباره علما تسامح. وأرجع اعتبار تفسير ألفاظ القرآن علما مستقلا إلى ستة وجوه هي :
١- ١- كون مباحثه تؤدي إلى استنباط علوم كثيرة وقواعد كلية، وكل ما تستخرج منه القواعد الكلية والعلوم أجدر بأن يعد علما من عد فروعه علما.
٢- ٢- يكفي أن تكون العلوم الشرعية والأدبية مباحثها مفيدة كمالا علميا لمزاولها، والتفسير أعلاها.
٣- ٣- تقوم التعاريف اللفظية مقام البرهان على المسائل، حيث تنزيل مباحث التفسير منزلة المسائل.
٤- ٤- إن علم التفسير لا يخلو من قواعد كلية، مثل تقرير قواعد النسخ وقواعد التأويل وقواعد المحكم فسمي مجموع ذلك وما معه علما تغليبا.
٥- ٥- حق التفسير أن يشتمل على بيان أصول التشريع وكلياته.
٦- ٦- أن التفسير كان أول ما اشتغل به العلماء قبل الاشتغال بتدوين بقية العلوم، وهو الفصل.


الصفحة التالية
Icon