علم التفسير لكلام القوي القدير إذا كان على الوجه المعتبر في الورود والصدر غير مشوب بشيء من التفسير بالرأي الذي هو من أعظم الخطر وهذه الأشرفية لهذا العلم غنية عن البرهان قريبة إلى الفهام والأذهان يعرفها من يعرف الفرق بين كلام الخلق والحق ويدري بها من يميز بين كلام البشر وكلام خالق القوى والقدر فمن فهم هذا استغنى عن التطويل ومن لم يفهمه فليس بمتأهل للتحصيل ولقد صدق رسول الله - ﷺ - حيث يقول فيما أخرجه عنه الترمذي وحسنه من حديث أبي سعيد قال قال رسول الله - ﷺ - ( فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه )
ولما كان هذا العلم بهذه المنزلة الشافخة الأركان العالية البنيان المرتفعة المكان رغبت إلى الدخول من أبوابه ونشطت إلى القعود في محرابه والكون من أحزابه ووطنت النفس على سلوك طريقة هي بالقبول عند الفحول حقيقة وها أنا أوضح لك منارها وأبين لك إيرادها وإصدارها فأقول


الصفحة التالية
Icon