المنَاسََبة: لما ذكر تعالى في أول السورة قصة آدم، وما اتصل بها من آثار قدرته، وغرائب صنعته، الدالة على توحيده وربويته، وأقام الحجة الدامغة على صحة البعث بعد الموت، أتبع ذلك بقصص الأنبياء وما جرى لهم مع أممهم، فذكر نوحاً وهوداً وأعقبه هنا بذكر قصة صالح وشعيب، وموقف المعاندين للرسل الكرام.
اللغَة: ﴿نَاقَةُ﴾ الناقة: الأنثى من الجمال، وعقر الناقة ضرب قوائمها بالسيف ﴿عَتَوْاْ﴾ استكبروا عتا عتواً أي استكبر والليلُ العاتي: الشديد الظلمة ﴿جَاثِمِينَ﴾ لاصقين بالأرض على ركبهم ووجوههم كما يجثم الطائر ﴿الرجفة﴾ الطامة التي يرجف لها الإِنسان أي يتزعزع ويضطرب وأصل الرجف الاضطراب رجفت الأرض اضطربت ﴿الغابرين﴾ الباقين في عذاب الله، والغابر بمعنى الباقي ويجيء بمعنى الماضي والذاهب ومنه قول الأعشى: في الزمن الغابر فهو من الأضداد كما في الصحاح ﴿يَغْنَوْاْ﴾ يقيموا يقال غَنَى بالمكان إذا أقام به دهراً طويلاً ﴿عِفُواْ﴾ كثروا ونموا من عفا النبات إذا كثر.
التِفسير: ﴿وإلى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ يَاقَوْمِ اعبدوا الله مَا لَكُمْ مِّنْ إله غَيْرُهُ﴾ أي وحّدوا الله ولا تشركوا به ﴿قَدْ جَآءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ﴾ أي معجزة ظاهرة جلية تدل على صحة نبوتي ﴿هذه نَاقَةُ الله لَكُمْ آيَةً﴾ هذا بيانٌ للمعجزة أي هذه الناقة معجزتي إليكم وإضافتها إلى الله للتشريف


الصفحة التالية
Icon