عدة فروع فهي صنوان ﴿الأغلال﴾ جمع غل وهو طوقٌ تُشدّ به اليد إلى العُنُق ﴿المثلات﴾ جمعَ مَثُلَة وهي العقوبة وسميت بذلك لما بين العقاب والمُعَاقب من المماثلة ﴿تَغِيضُ﴾ غاض الماءُ نقص أو غار ﴿وَسَارِبٌ﴾ الساربُ: الذاهب في سَرْبه أي طريقه بوضَح لنهار لا يستخفي عن الأنظار ﴿مُعَقِّبَاتٌ﴾ ملائكة يعقب بعضهم بعضاً أي يأتي بعضهم عقب بعض ﴿شَدِيدُ المحال﴾ القوة والإِهلاك والنّقمة.
التفسِير: ﴿المر﴾ إشارة إلى إعجاز القرآن وقال ابن عباس معناه: أنا الله أعلم وأرى ﴿تِلْكَ آيَاتُ الكتاب﴾ أي هذه آيات القرآن المعجز، الذي فاق كل كتاب ﴿والذي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ الحق﴾ أي والذي أوحي إليك يا محمد في هذا القرآن هو الحق الذي لا يلتبس بالباطل، ولا يحتمل الشك والتردّد ﴿ولكن أَكْثَرَ الناس لاَ يُؤْمِنُونَ﴾ أي ومع وضوحه وجلائه كذّب به أكثر الناس ﴿الله الذي رَفَعَ السماوات بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا﴾ أي خلقها مرتفعة البناء، قائمة بقدرته لا تستند على شيء حال كونكم تشاهدونها وتنظرونها بغير دعائم، وذلك دليل وجود الخلق المبدع الحكيم ﴿ثُمَّ استوى عَلَى العرش﴾ أي علا فوق العرش علواً يليق بجلاله من غير تجسيم ولا تكييفٍ ولا تعطيل ﴿وَسَخَّرَ الشمس والقمر كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّى﴾ أي ذلَّل الشمس والقمر لمصالح العباد، كلٌّ يسير بقدرته تعالى إلى زمنٍ معيَّن هو زمن فناء الدنيا ﴿يُدَبِّرُ الأمر﴾ أي يصرِّف بحكمته وقدرته أمور الخلق وشئون الملكوت من إيجاد وإعدام، وإحياء وإماتة وغير ذلك ﴿يُفَصِّلُ الآيات﴾ أي يبيّنها ويوضّحها ﴿لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ﴾ أي لتصدقوا بلقاء الله، وتوقنوا بالمعاد إليه، لأن من قدر على ذسلك كلّه فهو قادرٌ على إحياء الإِنسان بعد موته ﴿وَهُوَ الذي مَدَّ الأرض﴾ أي هو تعالى بقدرته بسط الأرض وجعلها ممدودة فسيحة، وهذا لا ينافي كرويتها فإن ذلك مقطوعٌ به، والغرضُ أنه تعالى جعلها واسعة فسيحة ممتدة الآفاق ليستقر عليها الإِنسان والحيوان، ولو كانت كلها جبالاً وودياناً لما أمكن العيش عليها قال في التسهيل: ولا يتنافى لفظُ البسط والمدِّ مع التكوير، لأن كل قطعةٍ من الأرض ممدودةٌ على حِدتَها، وإنما التكوير لجملة الأرض ﴿وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ﴾ أي وخلق في الأرض جبالاً ثوابتَ رواسخ لئلا بأهلها كقوله ﴿أَن تَمِيدَ بِكُمْ﴾ [النحل: ١٥] ﴿وَأَنْهَاراً﴾ أي وجعل فيها الأنهار الجاريات {