كحال من يخبط في ظلمات الضلالة ولا يهتدي إِلى سبيل السعادة ﴿أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ﴾ أي أفلا تعتبرون وتتعظون؟ والغرض التفريق بين أهل الطاعة والإِيمان، وأهل الجحود والعصيان.
البلاغة: ١ - ﴿عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ﴾ إضافة العذاب إلى اليوم الكبير للتهويل والتفظيع.
٢ - ﴿مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ﴾ بينهما طباقٌ وكذلك بين ﴿نَعْمَآءَ﴾ و ﴿ضَرَّآءَ﴾ وبين ﴿نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ﴾.
٣ - ﴿يَئُوسٌ كَفُورٌ﴾ من صيغ المبالغة أي شديد اليأس كثير الكفران.
٤ - ﴿كالأعمى والأصم﴾ فيه تشبيه مرسل مجمل لوجود أداة التشبيه وحذف وجه الشبه أي مثل الفريق الكافر كالأعمى والأصم في عدم البصر والسمع، ومثل الفريق المؤمن كالسميع والبصير.
لطيفَة: قال بعض الصالحين: الاستغفار بلا إِقلاع عن الذنب توبة الكذابين.
تنبيه: التحدي بعشر سور جاء بعد التحدي بالقرآن الكريم، فلما عجزوا عن الإِتيان بمثل القرآن تحداهم بعشر سور، ثم لما عجزوا تحداهم بالإِتيان بسورة مثله في البلاغة والفصاحة والاشتمال على المغيبات والأحكام التشريعية وأمثالها، وهي الأنواع التسعة وقد نظمها بعضهم بقوله:
ألا إِنما القرآنُ تسعةُ أحرفٍ | سأنبيكها في بيت شعر بلا مَلَل |
حلالٌ، حرامٌ، محكمٌ، متشابهٌ | بشيرٌ، نذيرٌ، قصةٌ، عظةٌ، مَثَل |