المنَاسَبَة: لما حكى تعالى ضلالات بني إِسرائيل، وبيَّن أن القرآن نور وهداية لمن تمسَّك به، أعقبه ببيان أنه لا يتساوى المؤمن مع الكافر، ولا البر مع الفاجر، لا في الدنيا ولا في الآخرة، ثم ذكر الأدلة على البعث والنشور.
اللغَة: ﴿اجترحوا﴾ اكتسبوا والاجتراحُ الاكتساب ومنه الجوارح ﴿غِشَاوَةً﴾ غطاء وغثَّى الشيءَ غطَّاه ﴿جَاثِيَةً﴾ باركةً على الركب لشدة الهول جثا بحثو إِذا قعد على ركبتيه ﴿نَسْتَنسِخُ﴾ استنسخ الشيء أمر بكتابته وتدوينه ﴿حَاقَ﴾ نزل وأحاط ﴿يُسْتَعَتَبُونَ﴾ يُطلب منهم إِرضا ربهم يقال: استعتبتهُ فأعتبني أي استرضيتُه فقبل مني عذري ﴿الكبريآء﴾ العظمة والمُلك والجلال.
سَبَبُ النّزول: روي أن أبا جهلٍ طاف بالبيت ذات ليلة ومعه الوليد بن المغيرة، فتحدثنا في شأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ فقال أبو جهل: واللهِ إني لأعلم أنه لصادق، فقال له: مهْ، وما دلَّك على ذلك؟ فقال يا أبا عبد شمسٍ: كنا نسميه في صباه الصادق الأمين، فلما تمَّ عقلهُ وكمُل رشده نسميه الكذاب الخائن! {والله إني لأعلم أنه لصادق، قال: فما يمنعك أن تصدّشقه وتُؤمن به؟ قال: تتحدث عني بنات قريش أني اتبعت أبي طالب من أجل كسْرة واللاتِ والعُزَّى لا أتَّبعه أبداً فنزلت {


الصفحة التالية
Icon