السلام ليس من جنس الغو والتأثيم، فهو مدح لهم بإِفشاء السلام، وهذا كقول القائل «لا ذنب لي إلا محبتُك».
٧ - التهكم والاستهزاء ﴿هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدين﴾ [الواقعة: ٥٦] أي هذا العذاب أول ضيافتهم يوم القيامة ففيه سخرية وتهكم بهم لأن النزل هو أول ما يقدم للضيف من الكرامة.
٨ - الالتفات من الخطاب إِلى الغيبة ﴿ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضآلون المكذبون﴾ [الواقعة: ٥١] ثم قال بعد ذلك ملتفتاً عن خطابهم ﴿هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدين﴾ [الواقعة: ٥٦] وذلك للتحقير من شأنهم، والأصل هذا نزلكم.
٩ - الجملة الاعتراضية وفائدتها لفت الأنظار إِلى أهمية القسم ﴿وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ﴾ جاءت الجملة الاعتراضية ﴿لَّوْ تَعْلَمُونَ﴾ بين الصفة والموصوف للتهويل من شأن القسم.
١٠ - توافق الفواصل في الحرف الأخير مما يزيد في رونق الكلام وجماله مثل ﴿فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ﴾ [الواقعة: ٢٨ ٣٠] ومثل ﴿فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الحميم فَشَارِبُونَ شُرْبَ الهيم﴾ [الواقعة: ٥٤٥٥] ويسمى هذا بالسجع المرصَّع وهو من المحسنات البديعية.
لطيفَة: المناسبة بين المقسم به وهو النجوم وبين المقسم عليه وهو القرآن ﴿فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النجوم وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ﴾ أن النجوم جعلها الله ليهتدي بها الناس في ظلمات البر والبحر، وآيات القرآن يُهتدى بها في ظلمات الجهل والضلالة، وتلك ظلمات حسية، وهذه ظلمات معنوية، فالقسم جاء جامعاً بين الهدايتين: الحسية للنجوم، والمعنوية للقرآن، فهذا وجه المناسبة والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon