الكفار المكذبون بالبعث والنشور، من أمواتهم أن يعودوا إِلى الحياة مرة ثانية بعد أن يموتوا، فقد كانوا يقولون إِذا مات لهم قريب أو صديق: هذا آخر العهد به، ولن يبعث أبداً.
. ختم تعالى السورة الكريمة بمثل ما فتحها به وهو النهي عن موالاة الكفار أعداء الله، وهو بمثابة التأكيد للكلام، وتناسق الآيات في البدء والختام، وهو من البلاغة في مكان.
البَلاَغَة: تضمنت السورة الكريمة وجوهاً من البديع والبيان نوجزها فيما يلي:
١ - الطباق في قوله ﴿وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ وَمَآ أَعْلَنتُمْ﴾ لأن الإِخفاء يطابق الإِعلان.
٢ - العتاب والتوبيخ ﴿تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بالمودة وَأَنَاْ أَعْلَمُ بِمَآ أَخْفَيْتُمْ﴾ الآية.
٣ - تقديم ما حقه التأخير لإِفادة الصيغة للحصر ﴿رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المصير﴾، والأصل توكلنا عليك، وانبنا إِليك.. الخ.
٤ - صيغة المبالغة ﴿قَدِيرٌ، غَفُورٌ، رَّحِيمٌ﴾ وهو كثير في القرآن ومثله ﴿عليم حكيم﴾.
٥ - طباق السلب ﴿لاَّ يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الذين لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ﴾ ثم قال: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ الله﴾ الآية.
٦ - الجملة الاعتراضية ﴿الله أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ﴾ للإِشارة إِلى أن للإِنسان الظاهر والله يتولى السرائر.
٧ - العكسُ والتبديلُ ﴿لاَ هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلاَ هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ﴾ وهو من أنواع البديع.
٨ - الكناية اللطيفة ﴿وَلاَ يَأْتِينَ ببهتان يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ﴾ كنَّى بذلك عن اللقيط، وهي من لطائف الكنايات.
٩ - التشبيه المرسل المجمل ﴿قَدْ يَئِسُواْ مِنَ الآخرة كَمَا يَئِسَ الكفار مِنْ أَصْحَابِ القبور﴾ كما أنه فيه من المحسنات البديعية ما يسمى رد العجز عل الصدر، حيث ختم السورة بمثل ما ابتدأها ليتناسق البدء مع الختام.