فإن الله يضاعف لكم الأجر والثواب، وفي تصوير الصدقة بصورة القرض تلطفٌ بليغ في الإِحسان إِلى الفقراء ﴿وَيَغْفِرْ لَكُمْ﴾ أي ويمحُ عنكم سيئاتكم ﴿والله شَكُورٌ حَلِيمٌ﴾ أي شاكرٌ للمحسن إِحسانه، حليمٌ بالعباد حيث لا يعالجهم بالعقوبة مع كثرة ذنوبهم ﴿عَالِمُ الغيب والشهادة﴾ أي هو تعالى العالم بما غاب وحضر، لا تخفى عليه خافية ﴿العزيز الحكيم﴾ أي الغالب في ملكه الحكيم في صنعه.
البَلاَغَة: تضمنت السورة الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي:
١ - الطباق في الاسم مثل ﴿فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ﴾ وكذلك بين ﴿الغيب والشهادة﴾ والطباق في الفعل مثل ﴿وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ﴾ وهو من المحسنات البديعية.
٢ - تقديم الجار والمجرور لإِفادة الحصر ﴿لَهُ الملك وَلَهُ الحمد﴾ أي له وحده الملك والحمد.
٣ - الإستعارة اللطيفة ﴿والنور الذي أَنزَلْنَا﴾ أطلق على القرآن النور بطريق الاستعارة، فإِن القرآن يزيل الشبهات، كما يزيل النور الظلمات.
٤ - المقابلة بين جزاء المؤمنين وجزاء الكافرين ﴿وَمَن يُؤْمِن بالله وَيَعْمَلْ صَالِحاً..﴾ الآية وبين ﴿والذين كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أولئك أَصْحَابُ النار خَالِدِينَ فِيهَا﴾ الآية.
٥ - الجناس الناقص ﴿وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ﴾ لاختلاف الحركات في الشكل.
٦ - جناس الاشتقاق ﴿أَصَابَ.. مُّصِيبَة﴾ و ﴿يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الجمع﴾.
٧ - الإِطناب بتكرار الفعل زيادة في التأكيد واعتناءً بشأن الطاعة ﴿وَأَطِيعُواْ الله وَأَطِيعُواْ الرسول﴾.
٨ - صيغة المبالغة ﴿والله شَكُورٌ حَلِيمٌ﴾ لأن فعنل وفعيل من صيغ المبالغة.
٩ - الاستعارة التمثيلية ﴿إِن تُقْرِضُواْ الله قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ﴾ شبَّه الإِنفاق في سبيل الله والتصدق على الفقراء، بمن يُقرض الله قرضاً واجب الوفاء وذلك بطريق التمثيل، وهو من لطيف الاستعارة وبديع العبارة.
١٠ - السجع المرصَّع لتوافق الفواصل مثل ﴿والله شَكُورٌ حَلِيمٌ﴾ ﴿عَالِمُ الغيب والشهادة العزيز الحكيم﴾.


الصفحة التالية
Icon