السورة أقوالاً كثيرة شنيعة، وختم بتعميم السلام على الرسل الكرام وبحمده سبحانه، وهو تعليم للعباد.
البَلاَغَة: تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي:
١ - الطباق ﴿تَدْعُونَ.. وَتَذَرُونَ﴾ وبين ﴿البنات.. والبنين﴾.
٢ - تتابع التوبيخ وتكراره مثل ﴿أَلِرَبِّكَ البنات﴾ ؟ ﴿أَمْ خَلَقْنَا الملائكة إِنَاثاً﴾ ؟ ﴿مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾ ؟ ﴿أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ﴾ ؟ ﴿أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُّبِينٌ﴾ ؟ وكلها للتوبيخ والتبكيت.
٣ - التأكيد بعدة مؤكدات لتحقيق المعنى وتقريره مثل ﴿إِنَّهُمْ لَهُمُ المنصورون وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الغالبون﴾ فقد أُكدت كل من الجملتين بإن واللام.
٤ - الاستعارة التصريحية ﴿إِذْ أَبَقَ إِلَى الفلك المشحون﴾ شبه خروجه بغير إذن ربه بإِباق العبد من سيّده.
٥ - الالتفات من الخطاب إلى الغيبة ﴿وَجَعَلُواْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الجنة نَسَباً﴾ الأصل وتجعلون، والالتفاتُ للإِشارة إلى أنهم ليسوا أهلاً للخطاب، وهم بعيدون من رحمة ربَ الأرباب.
٦ - الاستعارة التمثيلية ﴿فَإِذَا نَزَلَ بِسَاحَتِهِمْ﴾ مثل للعذاب النازل بهم بجيش هجم عليهم فأناخ بفنائهم بغتة، ونصحهم بعض النصاح فلم يلتفتوا إلى إنذاره ولا أخذوا أهبتهم، حتى أجتاحهم الجيش. قال الزمخشري: وما فصحت هذه الجملة ولا كانت لها الروعة التي يروقك موردها إلا لمجيئها على طريقة التمثيل.
فَائِدَة: روى ابن أبي حاتم عن الشعبي قال قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ: «من سَّره أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل آخر مجلسه حين يريد أن يقوم ﴿سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العزة عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ على المرسلين والحمد للَّهِ رَبِّ العالمين﴾ ».