النفس الزكية المطمئنة فيقال لها ﴿ياأيتها النفس المطمئنة﴾ أي يا أيتها النفس الطاهرة الزكية، المطمئنة بوعد الله التي لا يلحقها اليوم خوفٌ ولا فزع ﴿ارجعي إلى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً﴾ أي ارجعي إِلى رضوان ربك وجنته، راضيةً بما أعطاك الله من النعم، مرضيةٌ عنده بما قدمت من عمل قال المفسرون: هذا الخطاب والنداء يكون عند الموت، فيقال للمؤمن عند احتضاره تلك المقالة ﴿فادخلي فِي عِبَادِي﴾ أي فادخلي في زمرة عبادي الصالحين ﴿وادخلي جَنَّتِي﴾ أي وادخلي جنتي دار الأبرار الصالحين.
البَلاَغَة: تضمنت السورة الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يليك
١ - الاستفهام التقريري ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَاد﴾ ؟
٢ - الطباق بين ﴿الشفع.. والوتر﴾.
٣ - جناس الاشتقاق ﴿لاَّ يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ﴾ ﴿وَلاَ يُوثِقُ وَثَاقَهُ﴾ ﴿يَتَذَكَّرُ.. الذكرى﴾.
٤ - المقابلة ﴿فَأَمَّا الإنسان إِذَا مَا ابتلاه رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ﴾ وبين ﴿وَأَمَّآ إِذَا مَا ابتلاه فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ..﴾ الآية فقد قابل بين ﴿أَكْرَمَنِ وأَهَانَنِ﴾ وبين توسعة الرزق.
٥ - الاستعارة اللطيفة الفائقة ﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ﴾ شبه العذاب الشديد الذي نزل عليهم بسياطٍ لاذعة تكوي جسد المعذَّب واستعمل الصبَّ للإِنزال.
٦ - الالتفات ﴿كَلاَّ بَل لاَّ تُكْرِمُونَ اليتيم﴾ في التفات من ضمير الغائب الى الخطاب زيادة في التوبيخ والعتاب، والأصل ﴿بل لا يكرمون﴾.
٧ - الإِضافة للتشريف ﴿فادخلي فِي عِبَادِي﴾.
٨ - السجع الرصين غير المتكلف مثل ﴿وَلَيالٍ عَشْرٍ والشفع والوتر واليل إِذَا يَسْرِ﴾ ومثل ﴿وَثَمُودَ الذين جَابُواْ الصخر بالواد وَفِرْعَوْنَ ذِى الأوتاد الذين طَغَوْاْ فِي البلاد﴾ الآيات.