وقيامها خيرلإ من ألف شهر، وهذا هو الوجه الأول من فضلها ثم قال تعالى ﴿تَنَزَّلُ الملائكة والروح فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ﴾ أي تنزل الملائكةُ وجبريل إِلى الأرض في تلك الليلة بأمر ربهم من أجل كل أمرٍ قدَّره الله وقضاه لتلك السنة إِلى السنة القابلة، وهذا هو الوجه الثاني من فضلها، والوجه الثالث قوله تعالى ﴿سَلاَمٌ هِيَ حتى مَطْلَعِ الفجر﴾ أي هي سلام من أول يومها إِلى طلوع الفجر، تسلّم فيها الملائكة على المؤمنين، ولا يُقدّر الله فيها إِلا الخير والسلامة لبني الإِنسان.
البَلاَغَة: تضمنت السورة الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي:
١ - الإِطناب بذكر ليلة القدر ثلاث مرات، زيادة في الاعتناء بشأنها، وتفخيماً لأمرها.
٢ - الاستفهام بغرض التفخيم والتعظيم ﴿وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ القدر﴾ ؟
٣ - ذكر الخاص بعد العام ﴿تَنَزَّلُ الملائكة والروح﴾ فذكر جبريل بعد الملائكة لينبه على جلالة قدره.
٤ - توافق الفواصل مراعاة لرءوس الآيات مثل ﴿القدر، شَهْرٍ، أَمْرٍ، الفجر﴾ وهو من المحسنات البديعية اللفظية والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon