وقرأ ابن كثير في روايةِ البزِّي عنه «عَنْهو تَّلهَّى» بواوٍ هي صلةٌ لهاءِ الكناية وتشديدِ التاءِ، والأصل تَتَلَهَّى فأدغم، وجاز الجَمْعُ بين ساكنَيْن لوجود حرفِ علةٍ وإدغامٍ، وليس لهذه الآيةِ نظيرٌ: وهو أنه إذا لقي صلةَ هاءِ الكناية ساكنٌ آخرُ ثَبَتَتِ الصلةُ بل يجبُ الحَذْفُ. وقرأ أبو جعفر «تُلَهَّى» بضم التاء مبنياً للمفعولِ، أي: يُلْهِيْكَ شأنُ الصَّناديد. وقرأ طلحة «تَتَلَهَّى» بتاءَيْن وهي الأصلُ، وعنه بتاءٍ واحدةٍ وسكونِ اللام.
قوله: ﴿إِنَّهَا﴾ : الضمير للسورةِ أو للآيات.
قوله: ﴿ذَكَرَهُ﴾ : يجوزُ أَنْ يكونَ الضميرُ لله تعالى؛ لأنه مُنَزِّلُ التذكِرَة، وأن تكونَ للتذكرة، وذكَّر ضميرَها لأنها بمعنى الذِّكْر والوَعْظ.
قوله: ﴿فَي صُحُفٍ﴾ : صفةٌ ل «تَذْكِرة» فقوله ﴿فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ﴾ جملةٌ معترضةٌ بين الصفةِ وموصوفِها. ونحوُها: ﴿فَمَن شَآءَ اتخذ إلى رَبِّهِ سَبِيلاً﴾ ويجوز أَنْ يكون «في صُحُف» خبراً ثانياً ل «إنَّها»، والجملةُ معترضةٌ بين الخبرَيْن.
قوله: ﴿سَفَرَةٍ﴾ : جمعُ سافِر وهو الكاتبُ، ومثلُه كاتِب وكَتَبة. وسَفَرْتُ بين القومِ أَسْفِر سَِفارة: أَصْلَحْتُ بينهم. قال:


الصفحة التالية
Icon