١١٨٤ - كدَأْبِك من أمِّ الحُوَيْرث قبلها | وجارتِها أمِّ الرَّبابِ بمَأْسَلِ |
ويقال: دَأَبَ يدأَبُ دؤُوبا، قال زهير:١١٨٥ - لأرتَحِلَنْ بالفجر ثم لأدْأَبَنْ | إلى الليلِ إلاَّ أن يُعَرِّجَني طِفْلُ |
وقال الواحدي: الدأَبُ: الإِجهاد والتعبُ، يقال: سار فلان يومه كلَّه يدأَبُ فيه فهو دائِبٌ، أي: أُجْهِدَ في سيره، هذا أصلُه في اللغة، ثم يصير الدأبُ عبارةً عن الحالِ والشأن والعادةِ، لاشتمالِ العمل والجُهْدِ على هذا كله، ولذا قال الزمخشري قال:» [الدأب] : مصدرُ دَأَب في العملِ إذا كَدَحَ فيه، فَوُضِعَ مََوْضِعَ ما عليه الإِنسان من شأنِه وحاله
«ويقال: دَأْب ودَأَب، بسكون الهمزة وفتحها، وهما لغتان في المصدر كالضَّأْن والضَّأَن، والمَعْز والمَعَز. وقرأ حفص» سَبْعَ سنينَ دَأَبا
«، بالفتح، قال الفراء:» والعربُ تُثَقِّل ما كان ثانيه من حروفِ الحلق كالنَّعْل والنَّعَل والنَّهْر والنهَر والشَّأْم والشَّأَم
«وأنشد:١١٨٦ - قد سار شرقيُّهم حتى أَتوا سَبَأً | وانساح غربيُّهم حتى هوى الشَّأَما |
قوله: ﴿كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا﴾ قد تقدَّم أنه يجوزُ أن يكونَ خبراً عن» الذين
«إنْ قيل: إنه مبتدأٌ، وإنْ لم يكن مبتدأ فقد تقدَّم أيضاً أنه يكون بياناً للدأب وتفسيراً له كأنه قيل: ما فَعَلوا وما فُعِل بهم؟ فقيل: كَذَّبوا بآياتنا، فهو جوابُ سؤالٍ مقدر، وأن يكونَ حالاً. وفي قوله» بآياتنا
«التفاتٌ؛ لأنَّ قبله» من الله
«وهو اسمٌ ظاهر. والباءُ في» بذنوبهم «يجوز أن تكونَ للسببيةِ أي: أَخَذَهم بسبب ما اجترموا، وأن تكونَ للحال أي: أخذهم ملتبسين بالذنوبِ غيرَ تائبين منها.