ذلك: ﴿وَلَقَدْ أَخَذَ الله مِيثَاقَ بني إِسْرَآئِيلَ﴾ لِما تَضَمَّنه الميثاقُ من معنى القسم، وعلى هذا فتكون الجملتان - أعني قوله: «وبعثنا» «وقال الله» - فيهما وجهان، أحدهما: أنهما في محلِّ نصبٍ على الحال، والثاني: أن تكونا جملتي اعتراض، والظاهرُ أنَّ قوله: ﴿لَئِنْ أَقَمْتُمُ﴾ جوابُه: «لأكفرنَّ» كم تقدم، وجملةُ هذا القسمِ المشروطِ وجوابُه مفسرةٌ لذلك الميثاق المتقدم.
والتعزير: التعظيم، قال:
١٧١ - ٠- وكم من ماجدٍ لهُمُ كريمٍ | ومِنْ لَيْثٍ يُعَزَّرُ في النَّدِيِّ |
وقيل: هو الثناء بخير، قال يونس، وهو قريب من الأول. وقيل: هو الردُّ عن الظلم قاله الفراء. وقال الزجاج:
«هو الردع والمنع» فعلى القولين الأولين يكون المعنى:
«وعَظَّمْتُموهم وأثنيتم عليهم خيراً» وعلى الثالث والرابع يكون المعنى:
«وردَدْتم وردَعْتم سفهاءَهم عنهم. قال الزجاج:» عزرت فلاناً
«: فَعَلْتُ به ما يردعه عن القبيح، مثل نَكَّلت، فعلى هذا يكون» عَزَّرْتُموهم
«رَدّدْتم عنهم اعداءهم» وقرأ الحسن البصري:
«برسْلي» بسكون العين حيث وقع. وقرأ الجحدري:
«وعَزَرْتموهم» خيفيفةَ الزاي وهي لغة. وقرأ في الفتح:
«وتَعْزُوروه» بفتح حرف المضارعة وسكون العين وضم الزاي، وهي موافقة لقراءته هنا.