كونٌ مقيِّدٌ. والثاني: أنها بمعنى «في» أي: في يوم القيامة، ونظيرُه قولُ النابغة:
١٦٣ - ٢- فلا تَتْرُكَنِّي بالوعيدِ كأنني | إلى الناسِ مَطْلِيُّ به القارُ أَجْرَبُ |
أي: في الناس. والثالث: أنها بمعنى
«مع»، وهذا غيرُ واضح المعنى. والقيامة بمعنى القِيام كالطَّلابة والطِّلاب، قالوا: ودَخَلَتْ التاءُ فيه للمبالغة كعَلاَّمة ونَسَّابة لشدةِ ما يقع فيه من الهَوْل، وسُمِّي بذلك لقيامِ الناس فيه للحسابِ، قال تعالى:
﴿يَوْمَ يَقُومُ الناس لِرَبِّ العالمين﴾ [المطففين: ٦]. والجملةُ من قوله:
«لا ريب فيه» فيها وجهان، أحدُهما: أنها في محلِّ نصب على الحال من
«يوم» فالضمير في
«فيه» يعودُ عليه، والثاني: أنها في محلِّ نصبٍ نعتاً لمصدرٍ محذوف دَلَّ عليه
«ليجمعنَّكم» أي: جمعاً لا ريبَ فيه، والضميرُ يعود عليه والأولُ أظهرُ.
«ومَنْ أصْدَقُ» تقدَّم نظيرُ هذه الجملة. و
«حديثاً» نصبٌ على التمييز. وقرأ الجمهور
«أَصْدَقُ» بصاد خالصة، وحمزة والكسائي بإشمامها زاياً، وهكذا كلُّ صادٍ ساكنةٍ بعدها دالٌ، نحو:
«تَصْدُقون» و
«تَصْدِيَةً» وهذا كما فعل حمزة في
﴿الصراط﴾ [الفاتحة: ٦] و
﴿بِمُصَيْطِرٍ﴾ [الغاشية: ٢٢] للمجانسةِ قَصْدَ الخِفَّةِ.
قوله تعالى:
﴿فَمَا لَكُمْ﴾ : مبتدأ وخبر. و
«في المنافقين» فيه ثلاثة أوجه، أحدها: أنه متعلقٌ بما تعلَّق به الخبرُ وهو
«لكم» أي: أيُّ شيءٌ كائنٌ لكم - أو مستقر لكم - في أمر المنافقين. والثاني: أنه متعلق