ومعاشاً: قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا النهار مَعَاشاً﴾ ومَعِيشاً قال رؤبة:
٢١٤١ - إليك أشكو شِدَّةَ المعيشِ | وجُهْدَ أعوامٍ نَتَفْنَ ريشي |
والعامَّةُ على
«معايش» بصريح الياء. وقد خرج خارجة فروى عن نافع
«معائش» بالهمز. وقال النحويون: هذه غلطٌ؛ لأنه لا يُهمز عندهم إلا ما كان فيه حرفُ المد زائداً نحو: صحائف ومدائن، وأما
«معايش» فالياءُ أصلٌ لأنها من العَيْش. قال الفارسي عن أبي عثمان:
«أصلُ أَخْذِ هذه القراءةِ عن نافع». قال:
«ولم يكن يدري ما العربية؟». قلت: قد فَعَلَتْ العربُ مثل هذا، فهمزوا منائر ومصائب جمع منارة ومصيبة، والأصل: مناوِر ومصاوب. وقد غلَّط سيبويه مَنْ قال مصائب، ويعني بذلك أنه غلط بالنسبة إلى مخالفة الجادَّة، وهذا كما تقدَّم عنه أنه قال:
«واعلم أنَّ بعضَهم يغلطُ فيقول:» إنهم أجمعون ذاهبون
«قال:» ومنهم مَنْ يأتي بها على الأصل فيقول: مصاوب ومناور، وهذا كما قالوا في جمع مقال ومقام: مَقَاوِم ومَقاوِل في رجوعهم بالعين إلى أصلها قال: وأنشد النحويون على ذلك: